منارالسجود
مشرفة قسم المراة والمنتديات الاسلامية
الاوسمة : عدد المساهمات : 737 نقاط : 1551 السٌّمعَة : 24 تاريخ التسجيل : 23/08/2010
| موضوع: رعاك الله يا طالبة العلم ارع سمعك لهذه الكلمات ا ن اردت الفلاح الأحد 23 ديسمبر 2012 - 15:15 | |
| [size=16]
[size=21]يا طالبة العلم: [center]إذا لم يورثك علمك خشية الله فسيورثك نقيضها: رياءً ونفاقاً!! {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء}[فاطر:28] وإن لم يستبن لك الحال فتفقدي نفسك في موطن الأمر والنهي! وحينها تقفي على الحقيقة! يا طالبة العلم: إن رمت العلم وحفظتيه فما بقي عليك إلا العمل ! وإن استأخرت دونه،وقصرت بك همتك عن بلوغه، فيا الله ما أعظم مصيبتك بعلمك ! وما أشد بليتك بنفسك! فتدبَّري أمرك، وحاسبي نفسك، وإلا فأمسكي لسانك ويديك على أذية أخواتك ، وكني ناسكة في محراب جدتك فهو خيرٌ لك مما أنت فيه!! يا طالبة العلم: اجعلي لك ورداً من سير نجوم الهدى ومصابيح الدجى ! لتتقوي في موطن الضعف، وتضعفي في موطن الكبر! واستعني بذلك على إلجام نفسك والمطامنة من كبريائها فإذا رأيت من نفسك نبوغاً في علم السنة فاقرئي في ترجمة البخاري! وإن رأيت منها نظراً دقيقاً في الفقه فدونك سيرة الشافعي! وإذا أوحت إليك نفسك ببلوغ القمة في الأصول والمقاصد فدونك الشاطبي! وإن ظننت يوماً أنك نلت العلوم وحُزت الفنون ! فلا تنسي قول الشافعي في أحمد بن حنبل: ( أحمد إمامٌ في ثمان خصال:إمام في الحديث، إمام في الفقه، إمام في اللغة، إمام في القرآن، إمام في الفقر، إمام في الزهد، إمام في الورع، إمام في السنَّة!!( وإن خادعتك نفسك بأنك معرضة عن الدنيا وزاهدة فيها فاقرئي في سيرة إبراهيم الحربي! وإن توهمت أنك ممسكة بناصية الورع فتأملي حياة أيوب وابن سيرين، والحسن البصري! يا طالبة العلم: إن كان يخفق قلبك فرحاً عند إبانتك لغامض مسألة أو كشفك لعويصها، وما يخفق عند سماع النداء للصلاة ! فثقي أنه ليس لك حاسد ! وما مثلك مغبوط ! ففتشي في خبايا نفسك وستجدي مكنون السر فيها!! يا طالبة العلم: اخفضي جناح الذل لإخوتك، وكني رفيقة بهن، واحذري الجفاء والجلافة !وإياك وغمط الناس ورد الحق! واحترسي من داء التعالم والعُجب!! فإنه داء دقيق المسلك، سريع النفوذ ! وأشد ما يكون نفوذاً حال اللجاج والحِجاج! يا طالبة العلم: الوقت يمر مرَّ البرق، وصوارف الحق تعرض كل حين، ولا مخرج لك من كل هذا إلا حبل الله المتين، فتشبثي به، واشددي يديك عليه، وأعلمي أن رأس مال العمل هو الإخلاص، فإن أخطأت طريقه فلا تلومي إلا نفسك إن تخطفتك طيور الهوى أو هوت بك رياح الشهوات في مكان سحيق. ختاماً يا طالبة العلم: الطريق مخوف، ولسالكه ثمناً يدفعه من ماله وجسده، ودون الغاية صوارف وقواطع، ولكن في آخره جنة مستطابة،وسعادة دائمة، فتوكلي على الله، وامضي في طريقك، واجعلي حداءك: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69] فيا أخواتي في الله.. إن العلم ثقيل، والرب عليم حكيم. فما أخذ أحد منه نصيبا إلا ابتلاه الله فيه؛ ثم هو ناظر –سبحانه- أنتفعت به أو لم تنتفعي،، فالقسمة ثنائية لا ثالث لها،، حجة لك أو عليك،، فلابد أن نتفقد أنفسنا وأثر هذا العلم الذي حصلناه في تقوانا، فإن وجدنا خيرا فلنحمد لله ولنستزد، وإن وجدنا غير ذلك فلنقف مع أنفسنا وقفة صادقة قبل أن يفوت الأوان ونلق الواحد الديان .. قال أبو الدرداء رضي الله عنه: "إنما أخشى من ربي يوم القيامة أن يدعوَني على رؤوس الخلائق فيقولَ لي: يا عويمر. فأقول: لبيك ربي فيقول: ما عملت فيما علمت؟". [أخرجه البيهقي وغيره بسند جيد] وقال بن المعتز: ( علم المنافق في قوله و علم المؤمن في عمله) وقال سهل بن عبد الله رحمه الله: ( العلم كله دنيا و الآخرة منه العمل به). أسأل الله أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا وأن يجعل العلم حجة لنا لا حجة علينا، وأن يرزقنا الهدى والتقى والعفاف والغنى، وألا يكلنا إلا أنفسنا طرفة عين؛ فهو حسبنا ونعم الوكيل. [/size][/size][/center] | |
|