قاهر الضل الاسود
بقلمي
عندما يقترب الليل ويغطي ستاره الاسود
الاجواء وتخيم السكينة وتحاصر
ابواب القرية وعيون رجالها مخاوف قدوم
الشبح
هنا النوم
طار من الجفون وحلق بعيد فلا هناء
هنا وهو ياتي دائما متسلل مع انصاف الليلي
لا يترك شيء الا واكله رغم محاولة رجال القرية التخلص منه الا انهم لم
يستطيعو فهو لا يرى بالعين لسرعته
هكذا عاشت القرية اسيرة الخوف من هذا الكائن القريب الذي لم يستطيع ان يقف في وجهه
احد فهو يلتهم كل من تجرى ووقف بطريقه
حتى ان الاسلحة لم تكن متطورة كفاية للنيل
منها فهي عبارة عن رماح وافخاخ تقليدية لا
تكفي حتى الشجاعة ليظهر بسالته
انه هنا هناك هكذا هي صرخات اهل القرية كل ليلة
وقد جلبو العديد من الصيادين المهارة ولم يستطيعو القضاء على هذا الكائن
فستسلمو لانه كان سريع ولا يتمثلون حتى من شكله لذا اطلقو عليه اسم الضل الاسود
فهو كالضل لا يرى حتى يكل ويفترس ما امامه
انتهت كل اهل القرية في الخروج ليلا فقد سيطر الشبح ومسك الاجواء
ولم يعد هناك من يوجهه فقد استسلم هل القرية واقتنعوا باخراج كل ليلة شاه ليكله ويذهب ويسد
رمقه
وحين يبتسم النهار باشرقة شمسه تعود
الحياة الى القرية وتنبعث حتى الى المساء
وهكذا عاشت القرية سنوات على هذا النحو
وفي احد الايام جاء الى القرية رجل يدعى
برهان كان شديد القوى والذكاء يحمل معه بعض الالبسة لبيعها في هذه
القرية كان يتنقل من مكان الى مكان
لكسب بعض القوت وعندما وصل الى القرية وجد
الحزن على اهله فقصو عليه القصة
فقال لهم انا اخلصكم من هذا الوحش
فجاها كبير القرية وقال له ان خلصتنا اعطينك ما تشتهي وعندي ابنة
لي ازوجها لك
فقبل وقال عندي طلبات فقط
احظرو لي شاه والملح
فحضرو له ما طلب
وامرهم ان يخربوا كل عيون الماء
ففعلوا
ذبح الشاه
و زرع الملح في كل انحائها
وتركها بلمكان الذي كانو يتركون فيه لهذا
الوحش الذبائح
ولم انزل الليل ستاره جاء الوحش واكل
حتى شبع ولم شبع خرج الرجل ومعه رمح
وبدا يصرخ حتى انتبه له الوحش ولما راه
اتجه اليه مسرعا
فهرب
الرجل بسرعة القطار وهكذا
بقت المطاردة حتى اختفى الرجل والوحش عن الانظار
وفي الصباح نهظ اهل القرية كاعادتهم لكن كان الياس يسكن وجههم لان هذا الرجل
لم يعد وخاف وان الوحش قد اكلها وهكذا فقدو
الامل الذي اشرق كشمس وضاع من جديد
فلا مخلص لهم من هذا الوحش
ولم قرب الليل اخرجوا فدية الوحش ووضعوه قرب
الشجرة كا عادتهم واقلقو الابواب
لكن مع منتصف الليل سمعوا صراخ ومنادي من قرب الشجرة
يا اهل القرية اخرجوا لقد انتهى الوحش لقد
مات
نعم فقد قتله الرجل عند ملاحقته فقد عطش لانه اكل الطعام المالح وكانت الكمية
كبيرة فدهش ولم يجد الماء وصار يذهب من عين الى عين حتى تعب وهانت قواه فكان صيدا
سهل لهذا الرجل
وهكذا هزم الرجل الوحش وفرح اهل القرية كثير
وزوجه زعيم القرية ابنته واعطاه كل ما طلب فصار يلقب بقهار الضل الاسود