[
الدب حيوان ضخم الجسم وقوي ومن الثدييات ويمتلك فرواً سميكاً
وخشناً، وقوائمة صغيرة الحجم ويعتبر من آكلات اللحوم والنباتات معاً، وقادر
على تسلق الاشجار والسباحة وتنتهي أقدامه بخمسة براثن ويترك آثاراً على
الارض.
والدببة انواع مختلفة منها الدب الرمادي والأسمر ودب التبت
ودب ألاسكا والدب الامريكي ودب مالي والدب الأهدل والدب القطبي أو الابيض.
وللدب
عينان صغيرتان وهو ضعيف البصر وله أذنان صغيرتان مستديرتان ترتفعان الى
اعلى كما ان سمعه محدود، ولكنه يتميز بحاسة الشم القوية. ويمتلك الدب مخالب
قوية في أصابعه يستخدمها في الحفر لاستخراج جذور النباتات والنمل وغيرها
من انواع الغذاء أو لتمزيق فريسته.
وتختلف الدببة في مشيتها عن
غيرها من الحيوانات الاخرى فمعظم الحيوانات تمشي وتجري على أطراف أقدامها
في حين ان الدب يضع جماع باطن قدمه على الارض في كل خطوة يخطوها وضارباً
الارض بعقب القدم أولا كما يفعل الانسان تماماً. وقد يبلغ طول القدمين
الخلفيتين للدب الكبير نحو 30-40 سم، ومن ناحية اخرى، فإن الأقدام الكبيرة
والأرجل القصيرة وكذلك وضع عقب القدم أولا عند المشي، يجعل الدب يبدو
بطيئاً وغير رشيق، إلا أن الدببة رشيقة وبإمكانها التحرك بسرعة بشكل عام.
وبإمكان الدب القطبي الجري بسرعة تصل الى 55 كم في الساعة.
بيات
شتوي
تعيش الدببة عادة وحيدة، وقد يعيش الذكر والأنثى معاً الى ما
يقرب من شهر خلال فترة التزاوج في فصل الصيف وبعد ذلك يتجول الذكر بعيداً
وتقوم الانثى بإعداد المكان المناسب لولادة جرائها. وتقضي بعض الدببة أغلب
فترة الشتاء في حالة شبيهة بالسبات، ويعتقد العلماء ان السبات عند الدب
حالة نموذجية للبيات الشتوي، إلا ان العديد منهم لا يعدوّن الدب من
الحيوانات التي تدخل في البيات الشتوي بصورة حقيقية لأن درجة حرارة جسمه لا
تنخفض انخفاضاً كبيراً خلال فترة بياته الشتوي، ويقوم الدب بإعداد نفسه
للسبات بتناول كمية كبيرة من الدهون. وعندما يشح الغذاء، يذهب الدب الى
وكره الذي يكون إما كهفاً أو حفرة يقوم بحفرها تحت شجرة كبيرة. والجدير
بالذكر ان الانواع المدارية من الدببة (مثل الدببة الشمسية والهندية
الكسلى” لا تدخل في فترة بيات شتوي، بل تبقى في أوكارها لفترات قصيرة فقط
خلال الشتاء.
وتولد أغلب جراء الدب خلال فترة السبات الشتوي للأم
وعادة ما تلد الانثى جروين في الولادة الواحدة ويتراوح عدد المواليد عادة
بين مولود واحد وأربعة مواليد. وتولد الجراء صغيرة جداً حيث يزن الواحد
منها بين ربع ونصف كيلوجرام فقط، كما تولد الجراء مغلقة العينين وبلا فراء
ثم تفتحهما بعد شهرين الولادة وعندها يبدأ الفراء الكثيف والناعم يكسو جسم
الصغير.
وتبقى الصغار مع امها في عرينها وتخرج الصغار لمدة شهرين
تقريباً في فصل الربيع، لتمرح وتلعب، وهي تنمو بسرعة اذ يصل وزنها الى نحو
18 كجم بحلول الخريف، وتبقى الجراء مع الام لمدة عام أو عامين وتعلمها الام
سبل الصيد.
ولأن الدببة من آكلات اللحوم، فإنها تصطاد الدواب الحية
وبخاصة الحملان وصغار الخنازير، وقد يشمل غذاؤها جوزة البلوط والثمار
اللبية والفواكه والجوز واوراق النباتات وجذورها. والدببة مغرمة بالعسل
ولذا فإنها تمزق خلايا النحل المستأنس أو مكامن النحل البري للحصول عليه،
وتشاهد الدببة في كثير من الاحيان طافية مع الجزر الثلجية الطافية حيث
تنتقل الى اكثر من 300 كم بعيداً عن اليابسة بحثاً عن الطعام. والواقع ان
الدببة حيوانات مسالمة في الغالب وهي لا تبدي خوفاً من الانسان بشكل عام،
لكنها حادة المزاج وسريعة الغضب اذا ما أثيرت، والدببة مقاتلة شرسة
وبإمكانها مهاجمة كل ما من شأنه تهديدها أو تهديد صغارها أو غذائها أو
بيوتها.
رياضة وحشية
وتعيش الدببة بشكل عام نحو 15-30 عاماً،
وفي الاسر يعيش الدب نحو سبعة وأربعين عاما. وتعتبر الدببة البنية الضخمة
من أضخم انواع الدببة في العالم وهي تشمل الدببة البنية الاوروبية
والآسيوية ودببة ألاسكا. وفي قديم الزمان كانت تمارس في مدينة لندن في
انجلترا رياضة وحشية تسمى تعذيب الدببة حيث يُربط الدب الى عمود ومن ثم
يتعين عليه ان يدافع عن نفسه ضد الكلاب الضارية. وقد أقام رعاة البقر قديما
في ولاية كاليفورنيا بأمريكا مباريات مشابهة بين الدببة الرمادية
والثيران.
ويطلق على هذا النوع اسم الرمادي لوجود الشعر الابيض الذي
ينمو على فرائها البني الامر الذي يجعلها تبدو ضاربة الى اللون الرمادي.
ويكثر هذا النوع من الدببة في ألاسكا وغربي كندا ومونتاجا وواشنطن
بالولايات المتحدة.
أما الدببة الامريكية السوداء فهي من اكثر انواع
الدببة شيوعاً ويبلغ طولها ما يقرب من 1،51م، ولذا تعد من أصغر الدببة في
امريكا الشمالية حجماً. وليست هذه الدببة سوداء اللون تماما بل ان فراءها
أسود وأنفها بني اللون وبها بقع بيضاء على الصدر.
ومن الانواع
المعروفة كذلك الدب الازرق أو الدب الثلجي، ولهذا الدب شعر رمادي مختلط
بالأسود الامر الذي يمنحه لوناً مائلاً الى الزرقة وهو يعيش في سلسلة جبال
سانت إلياس جنوب شرقي ألاسكا. وهناك ايضا دببة الهملايا أو الدببة الآسيوية
السوداء. وهي اصغر حجماً من الدببة الامريكية السوداء. ويطلق عليها كذلك
دببة القمر نظراً لوجود شعر ابيض على الذقن وعلامة كبيرة بيضاء على شكل
الهلال على الصدر. وفي فصل الصيف تفترش هذه الدببة فروع الاشجار الصغيرة
على هيئة عش لتنام عليها فوق الاشجار. وتعتبر الدببة الآسيوية من اكثر
الانواع شراسة لأنها تقتل كثيراً من الابقار وصغار الخيول وقد تهاجم
الانسان أحياناً وهي تعيش في الغابات والادغال على امتداد جنوبي آسيا
وشرقيها. ويقوم الصينيون باصطيادها، حيث يعتقد الكثير منهم ان للحومها
وعظامها قدرات خارقة على الشفاء من العديد من العلل.
الدب القطبي
ومن
انواع الدببة كذلك، الدببة القطبية التي تعد من أمهر الدببة في مجال
السباحة وهي أقل حجما من الدببة البنية الضخمة ولها رأس اصغر حجماً إلا ان
عنقها أكثر طولاً وأقل سمكاً من معظم الانواع الاخرى. وللدب القطبي وسائد
من الفراء في باطن قدمه، مما يساعد على تدفئة القدمين ويمكنه من المشي على
الثلج. ويعد الدب القطبي صياداً ممتازاً، وعندما ينهكه الجوع الشديد في
الشتاء، فإنه يهاجم الانسان- وتعيش الدببة القطبية في المناطق المتاخمة
للمحيط القطبي الشمالي - ومدة حمل الأنثى تسعة أشهر وهي تضع من جرو واحد
الى اربعة جراء. ويبلغ طول الجرو عند الولادة 30 سم ويبقى سنتين مع امه كما
ويبلغ الابيض نضجه الجنسي بين السنة الثالثة والسنة الرابعة وهو يعمر 34
سنة تقريباً.
ويكثر الدب الامريكي الاسود في المكسيك وولايتي
فلوريدا وتكساس الامريكيتين، وهو يتسلق الاشجار بسهولة، ويمضي فصل الشتاء
نائماً، ويأكل الاسماك والنباتات والحيوانات وهو قابل للترويض ويتراوح طوله
ما بين 150 سم و180 سم بينما يتراوح وزنه بين 120 كلج و250 كلج أما الدب
الاسمر فيعيش في الاجزاء الشمالية من أوراسيا والشمالية الغربية من امريكا
الشمالية ويعمر هذا النوع من الدببة ما بين 30 سنة و35 سنة والمشهور انه
انه محب للعسل.