تعريف المستحاثة :تحتوي معظم الصخور الرسوبية على مستحاثات
حيوانية ونباتية تتمثل هذه المستحاقات في اغلب الاحيان بقايا كاملة او جزيئية
للاجزاء الصلبة من العضوية الحية مثل العظام او اثارها .مثل القوالب الداخلية او
الخارجية المتنوعة كما عثر الباحثون على عضويات وكائنات حية متكاملة محنطة في بعض
المواد مثل الجليد او الصمغ .
من المعروف ان كل مادة عضوية تقع على سطح
الارض او مغمورة في الماء تتعرض للتحلل بالكامل و لا يبقى لها اثر لكن بعض
الكائنات الحية القديمة تحولت اعضاؤها او اجزاء منها إلى مستحاثات .
فما هي الشروط التي تتحول فيها
البقايا إلى مستحاثات؟ وكيف تتشكل مختلف حالات الاستحاثة ؟لكي تحدث الاستحاثة ينبغي ان تتوفر الشروط
التالية :
عدم تعرض الكائن الحي لعوامل الإتلاف مثل
استهلاكه من طرف كائنات اخرى او تخريبها بواسطة العوامل المناخية الفيزيائية
والكيميائية .
-تغطية الكائن الحي بسرعة تحت رسوبيات كثيفة ولينة مثل الغضار أو مواد عازلة
مثل الجليد أو الصمغ حتى لا يتعرض لتأثير العوامل المناخية والكائنات المحللة
المستحثات (Fossils)
المتحجرات، حفائر أو الأحفورة هي بقايا حيوان أو نبات محفوظة في الصخور أو مطمورة تحت تحللها
خلال الأحقاب الزمنية. ويطلق علي علم الحفائر للإتسان والحيوان
باليونتولوجي. والحفائر تظهر لنا أشكال الحياة بالأزمنة السحيقة وظروف معيشتها وحفظها خلال
الحقب الجيولوجية المختلفة.ومعظم الحفائر للحيوانات والنباتات عاشت في
الماء أو دفنت في الرمل أو الجليد. لكن الأسماك عادة لاتصبح حفائر. لأنها لما
تموت لاتغطس في قاع الماء. لهذا حفائر الأسماك نادرة وقد تظهر علي الشواطيء نتيجة
الجزر والمد. ويعتبر الفحم الحجري حفائر للنباتات المتحجرة. ولا يبقي
من الأسماك سوي الهيكل العظمي والأسنان وعظام الرأس. والإنسان والحيوانات
لا يبقي منها سوي العظام والأسنان والجماجم. وقد تبقي لمدة ملايين السنين كالماموث والفيلة التي عثر عليها ضفة نهر التيمس. وقد تترك النباتات والحيوانات
الرخوة بصماتها كالأعشاب والرخويات.
وقد تحتفظ الثمار والبذور وحبوب اللقاح
بهيئتها كثمار البلح التي وجدت في الطين بلندن. وأوراق النباتات قد تترك
بصمات شكلها وعروقها مطبوعة لو سقطت فوق الطين الذي يجف بعدها. ووجدت
متحجرات في حمم البراكين أو في الصخور أو تحت
طبقات الجبال والتلال
والجليد. ومن الأحافير يمكن تحديد أصول وعمر الإ نسان والحيوان والنبات خلال الحقب
التاريخية والجيولوجية التي تعاقبت فوق الأ
رض.
الحفظ الكامل وهو حفظ الكائن
كاملاً بجميع اجزائه الصلبة والرخوة، ويعتبر العثور على المخلوفات كاملة
نادراً جداً لأن حفظها يحتاج إلى بيئات وظروف خاصة، وهذا النوع من الحفظ هام
جداً لأنه يعطينا معلومات مهمة عن اجزاء الحيوانات اللحمية وتشريحها، ومن
المخلوقات التي حفظت حفظاً كاملاً الماموث الصوفي في ثلوج سيبيريا، كما وجد وحيد القرن الصوفي محفوظاً في
الطبقات الإسفلتية في اوروبا الشرقية وحفظت بعض
الحشرات وحبيبات اللقاح في الصمغ النباتي وهو الذي يحدث نتيجة تغير كيميائي في تركيب المادة الأصلية للمخلوق
الحي ويتم بأحد الطرق التالية
التفحم Carbonizationتتم هذه العملية بأن يتطاير الأكسجين والهيدروجين
والنيتروجين الموجود في خلايا النبات وفي المواد القرنية الحيوانية ويتبقى عنصر
الكربون بشكل فحم يمثل الشكل الأصلي. وغالباً ماتكون البيئة التي تحفظ فيها بقايا
المخلوق عن طريق التفحم بيئة كيميائية مختزلة مثل بيئة المستنقعات
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نموذج للأحفورة "سرطان
البحر"يحدث عندما تترسب الأملاح المعدنية الذائبة في الماء ككربونات
الكالسيوم والبايرايت أو الجالينا في مسام الأصداف والعظام وبهذا تدعم
هذه المواد العظام أو الاصداف وتزيد من كثاقتها وثقلها وقابليتها للحفظ مثل اصداف
المحاريات والقنفذيات وعظام الديناصورات
] الإحلال Replacementهو عملية إحلال معدن ثانوي محل المواد الأصلية للمخلوق
ويتم ذلك عندما تتضاغط الرسوبيات تحت ضغط وزنها ببطء فتتحول إلى أحجار حيث يتسرب الماء من خلال حبيبات الراسب، ويكون هذا الماء عادة مشبعاً
بالأملاح التي تعطيه قدرة على إذابة مادة الأحافير وإحلال المعادن محلها. وعملية الإحلال هذه تتم
بطريقة منتظمة مما يؤدي إلى حفظ الشكل الداخلي للبقايا الصلبة وتعرف هذه العملية
بالإحلال الصادق وفي بعض الأحيان تتم عملية الإحلال بطريقة غير منتظمة فينتج حفظ
الشكل الخارجي فقط بينما تضيع تفاصيل بنائها الداخلي تماماً وتعرف هذه العملية
بالإحلال الكاذب
الطبع Imprintsربما تترك بعض الحيوانات طبعة اقدامها على المواد
الرسوبية الطرية، وعندما تتصلد هذه الرواسب يحفظ الطبع كنوع من الأحافير
آثار الحفرتحفر بعض الحيوانات كالديدان في الرواسب الطرية جحوراً
وممرات تمتلئ فيما بعد بالرواسب وعندما تتصلد هذه الرواسب تحفظ آثار الحفر كنوع من
الأحافير وهذا النوع من الأحافير قد يكون هو الأثر الوحيد للحيوانات التي ليس لها
هياكل صلبة مثل جحور الديدان
القوالب والحشوات Molds & Castsتتألف بعض الأحافير من تكون حشوات أو قوالب لهيكل
الحيوان فعندما تدفن الصدفة تتحلل المادة اللحمية أولاً وتملأ الرواسب التجويف
الداخلي للصدفة فتتكون الحشوة وعندما ينطبع شكل الصدفة على الرواسب المحيطة يتكون
القالب.
وعندما تتصلد هذه
الرواسب وتتحلل الصدفة تبقى القوالب والحشوات كأحافير
أصل
الطيور : رافقه خلافات وحوارات عميقة بين العلماء. وضعت
الكثير من النظريات والفرضيات المتناقضة، وجرى
العديد من الحوارات. وعلى خلفية الوقائع الصلبة اضطر الكثير من العلماء لتغيير مواقفهم
والخضوع للأدلة المتغيرة على خلفية الرغبة بالوصول الى الحقيقة الموضوعية وحدها. هذا التباين
في مواقف العلماء كثيرا ما أسئ فهمه من البعض ليجري عرض مواقفهم القديمة وكأنها مواقف
أبدية. على الأخص نرى ذلك في الصراعات ذات الطبيعة الإيديولوجية، كما لدى الكاتب
التركي هارون يحيى مثلاً، الذي يتعكز عليه الإسلاميين لدعم مواقف لأغرض لها غير الدفاع عن
وجهات نظر مسبقة وثابتة لاحق لهم بتغييرها. هذا المقال يوضح المسيرة التي مر بها العلم في
الطريق إلى كشف اصل الطيور، ومن خلاله نرى مدى التباين في وجهات مستحاثات جديدة قلبت كل تصوراتنا عن عالم
الديناصور، لقد تم العثور على ديناصور يلبس لباساً من الريش. لفترة طويلة كان بعض
العلماء يعتقدون أن الديناصورات هم أجداد الطيور الحالية، الآن وبعد العثور على
اللقى الجديدة يمكن القول وبثقة اكبر أن أحفاد الديناصورات تطير بيننا، فما هي قصة
هذه الاكتشافات؟كومة كبيرة من الحجارة والعظام المتحجرة
تصل إلى سقف القاعة، يجتمع حولها ، مرة كل عام، العلماء والهواة من جميع أنحاء
العالم في مدينة Tucson
في ولاية أريزونا الأمريكية.
هنا تحدث الكثير من المقايضات المضرة والغير منضبطة بما فيها لهياكل وجماجم أثرية.
هذا التجمع السنوي "لتاريخ الأرض"
يثير لدى العلماء الأمل والتردد في نفس الوقت. زيارة سريعة الى البائع في سراديق
الفندق هي الفرصة الوحيدة و الأخيرة لإنقاذ مالا يمكن تثمينه عند العلماء من اللقى
التاريخية الغير معروفة سابقاً والمعروضة للبيع لتقبع في خزائن هواة جمع
المستحاثات، عوضا عن أن تقع في أيدي العلماء لتكشف لنا عن عصر جديد.
عام 1997 عثر الاختصاصي بالمستحاثات Steven Czerkas
في هذا التجمع،على مستحاثة متحجرة لديناصور صغير أثارت استغرابه بذيله
العظمي الطويل و أقدامه الأمامية التي هي اقرب للأجنحة منها للأقدام، وحجمه الذي
لم يزيد عن حجم الداجاجة. لقد كان ديناصورا وطيراً في نفس الوقت، فهل من الممكن أن
يكون الحلقة المفقودة بين الديناصورات والطيور؟الجري وراء المستحاثات التي تدل على التحول
من ديناصور الى طير بدء منذ الستينات من القرن الماضي، عندما وجد المرء أربعة
مستحاثات لديناصورات كاملة تقريباً في ولاية مونتانا الأمريكية. الديناصورات
المتحجرة التي عثر عليها، تظهر وكأنها تنتمي إلى عائلةdromaesaur,
ولكن لها مميزات
مختلفة عن النماذج السابقة المعروفة عنها الصورة تمثل مستحاثة ديناصور بطول 77
سنتم، من عائلة dromaesaur
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] عالم المستحاثات John
Ostrom
كان الاول الذي قام
بفحصها وتوصل الى استناج ادهش الجميع: الكثير من الخصائص التشريحية تشير الى ان
هذا الديناصور كان من اقرباء الطائر الاول. ومنذ ذلك الوقت كان العلماء يتابعون
الاكتشافات في إنتظار الوصول الى ديناصورات اكثر قربا الى الطيور، للتأكد من هذه
النظرية. ولذلك فأن الاكتشاف الذي اعلن عنه Steven
Czerkas
عبر بالضبط عن ماكان
العلماء يتمنوه واطلق عليه اسم Archaeoraptor.
غير ان امل العلماء خاب سريعاً ليتحول الى
فضيحة، فبعد الاعلان عن الاكتشاف في الجرائد العلمية، اعلن عالم صيني ان اللقية
التي اثارت العلماء هي على الاغلب ملفقة ومجموعة من ذيل ديناصور وجسم طائر.
فيما بعد ظهر ان هذا التلفيق لم يكن
مقصوداً، كل الدلائل تشير الى ان فلاحين قاموا بتركيبه من اجزاء وجدوها وتوصلوا
الى خلق نموذج تتطابق مع تمنيات العلماء، بالرغم من انه لم يكن مخططاً لوقوع هذا
النموذج الملفق بيد العلماء..
منذ فترة قصيرة توصل احد الخبراء الى ان
اجزاء Archaeoraptor
الملفقة تعود ليس الى نوعين ، كما كان معتقد، وانما الى كائنات
متعددة، حيث عظام الكتف والاقدام الامامية والجمجمة تعود الى نوع غير معروف حتى
تلك اللحظة، ولكن لم يكن احد يعرف قيمة هذا الاكتشاف بالنسبة لماضي الطيور.
في الواقع العملي من النادر ان نجد مستحاثة
تعود لحيوان يمكن تصنيفه بين خطين حيوانين مختلفين، ويملك مواصفات من الطرفين،
وبالتالي يشهد على لحظة الانتقال المباشر كحلقة الوصل بينهما من خلال التتطور. Archaeopteryx
احد
الامثلة على هذا النوع من المستحاثات هذه المستحاثة تم العثور عليها في في جنوب ألمانيا
عام 1861، وهي تعود لاقدم طير معروف حتى اليوم. هذا الطير كان يعيش قبل 150 مليون
سنة. وفي الوقت الذي نجد ان له أجنحة ولباس من الريش تماما كطيور العصر الحالي،
يملك أيضا أسنان وذنب طويل ومخالب تماماً كما لدى الديناصور، مما يشير إلى أن أجداد
الطير الحالي كانوا متداخلين تشريحياً مع الديناصورات. والسؤال الآن فيما إذا كان
الطيور قد انحدروا عن الديناصور أم أن الطيور والديناصورات كانوا فروعاً مستقلة في
شجرة الزواحف وينتمون إلى جد واحد أقدم؟ أسباب التردد السابقة في تحديد اصل الطيور
ينبع من العثور على مجموعة من المستحاثات لسحالي لديها ما يشبه الريش. هذه
المستحاثات عمرها 225 عاماً، وبالتالي أقدم بما لا يقل عن 75 مليون سنة عن
مستحاثات الديناصورات الصينية.
هذا النوع أطلق عليه تسمية Longisquama,
وهو ليس من عائلة الديناصور، ولذلك يعتقد بعض العلماء انه دليل على
كون اصل الطيور ليس من الديناصورات و إنما من السحالي. تقوم حجة إتباع الأصل
السابق للديناصور على انه من المستحيل ظهور ظاهرة الريش المعقدة مرتين في مسيرة التطور
وبينهم 75 مليون سنة.
المعارضين يدعون إلى أن ما يظهر وكأنه ريش عند السحالي ليس إلا صفائح
تشبه الريش في مظهرها الخارجي، ويشيرون إلى أن أنواع من السحالي الحالية لازالت
تملك مثل هذه الصفائح التي تستخدمها لنفخ نفسها وإعطاء انطباع قوي للمنافسين.
ومهما كان الأمر فأن أكثرية علماء
المستحاثات اليوم تؤمن بالأصل الديناصوري للطيور انطلاقا من المعطيات التشريحية
وخصوصا بعد العثور على مجموعة مثيرة من اللقى الجديدة في الفترة الأخيرة. وبالرغم
من ان العلماء لم تجد حتى الآن ديناصور قادر على الطيران صادفهم الحظ السعيد
بالعثور على براهين لا تقل أهمية عن ذلك: ديناصور بلباس كامل من الريش.
معظم البقايا الجديدة وجدت في مقاطعة Liaoning
الواقعة
في الصين والتي اصبحت كعبة علماء المستحاثات، بفضل البقايا الكثيرة والمحفوظة بشكل
جيد وكامل. إنفجارات براكين عصر كريتا لها الفضل الأساسي في حفظ المستحاثات
بالحالة الجيدة التي وجدهم العلماء عليها. الحيوانات التي عاشت في ذلك الوقت، حيث
كان تسود بيئة استوائية، اندفنوا أحياء في ثوان، تحت الغبار البركاني، وقبل أن
يتمكنوا من الفرار.
الديناصور الأول بلباس من الريش، من منطقة Liaoning
، جرى عرضه من قبل العلماء الصينيين عام 1996.
الصورة المضغوطة بكل دقائقها على اللوح الحجري بطول متر، تظهر بكل وضوح منطقة بعرض
سنتم واحد حول رقبة الديناصور، ويحيط بكل الرقبة والظهر والذنب. على الأخص حول
الرقبة يمكن رؤية التفاصيل المميزة للريش. هذا الديناصور الذي يبلغ من العمر حوالي
120 مليون سنة، والذي حجمه كحجم الدجاجة، كان مغطى بالريش، الشئ الذي لم نعرف له
وجود إلا عند الطيور.
هذا الديناصور بثياب الطيور والذي أطلق
عليه اسم Sinosauropteryx prima
كان من أقرباء الديناصورات آكلة اللحوم، التي كان العلماء منذ 1960
يعتقدون أنها اصل الطيور. هذه المجموعة تنتمي إلى الديناصورات ثنائية الإقدام
والتي ينتمي إليها الديناصور المشهور تيرانسور ريكس و فيلوسيرابتون (Tyrannosaurus rex & velociraptorn).
ديناصور ام طير فقد القدرة على الطيران؟بالرغم من كل ذلك لم تتمكن هذه البقايا من
إزالة الشك حول الأصل الديناصوري للطيور عند جميع علماء المستاحاثات . لازال هناك
من يشك في أن الديناصور كان يتجول بلباس من الريش. حسب وجهة نظرهم فأن ما يظهر ريش
في المستحاثات الحجرية ليس في واقع الأمر إلا بقايا ألياف الأنسجة التي تربط
الصفائح التي تغطي الجسم يبعضها كما هو الأمر عند عائلة السحالي. يشير هؤلاء
العلماء إلى أن الريش ظهر نتيجة تراكم تتطوري معقد و لا يمكن أن يبرر ظهوره بغير
الطيران، في حين لم تكنSinosauropteryx
قادرة
على الطيران.
غير أننا نجد باستمرار المزيد من
المستحاثات لديناصورات تملك ما لا يمكن وصفه بغير الريش. عام 1997 اكتشف العلماء
ديناصورين جديدين، هذه المرة بحجم ديك الحبش، وعاشوا أيضا قبل 120 مليون سنة.
الاثنين يملكون روابط تشريحية مع الطيور وكلاهما مغطى بالريش. إضافة إلى ذلك كانت
بنية الريش ظاهرة بشكل صارخ الى درجة يصعب القول باختلافه عن ريش الطيور الحالية،
خصوصا عند المسمى Caudipteryx.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بعد هذا الاكتشاف اضطر جميع الرافضين
لنظرية الأصل الديناصوري للطيور إلى الاعتراف بأن الديناصور كان يملك ريش فعلا،
ولكنهم غيروا طريقة طرحهم. حسب توجهاتهم الجديدة وانطلاقا من إصرارهم على ان
الطيور لوحدها ملكت الريش، فأن Caudipteryx
كان طائر منذ البدء، لا علاقة له بالديناصور وقد فقد نوعه القدرة على
الطيران منذ فترة قصيرة قبل تحوله إلى مستحثة، وبدأ بالتلاؤم مع الحياة على الأرض.
في حين إتباع الأصل الديناصوري اعتبروا
الاكتشاف الجديد نموذج لحيوان في المرحلة الانتقالية من الديناصور الى الطائر. وفي
الوقت الذي يشير اللباس الريشي إلى توجههم ليصبحوا طيوراً تشير المعطيات التشريحية
الى انهم لازالوا يملكون علائم تشريحية كثيرة مشتركة مع الديناصورات. العلماء
الامريكيين الذين قاموا بتحليل المستحاثتين وجدوا اكثر من 90 علامة تشريحية من هذه
العلامات ، يؤكدون ان هاتين المستحاثتين يمكن تصنيفهم ، بكل ثقة وبدون اي مصدر
للشك ، في شجرة تتطور الديناصورات، بين velociraptorn
and Archaeopteryx .
حسب توقعاتهم فأن
المستحاثات الاخيرة تمثل الدرجة ما قبل الاخيرة من درجات التحول التي بدأت من
الديناصور ذو الرجلين الخلفيتين الى الطائر الحالي.
ومع ذلك لايوجد اي باحث يعتقد ان Caudipteryx
هو الجد
المباشر الى الطائر الحالي، إذ بالرغم من انه عاش حوالي 30 مليون سنة بعد المسمى Archaeopteryx,
لازال هو الاكثر بدائية . ولذلك يعتقد العلماء انه ليس إلا فرعا
ثانوياً منقرضاً من الشجرة الاصلية التي تضم الديناصورات والطيور، وقد انفصل عن
الخط الرئيسي قبل فترة طويلة من ظهور Archaeopteryx
وكما نرى هنا، فأن الحوار الذي يجري اليوم
ينطلق من منطلقات مختلفة بين العلماء. بالنسبة للمجموعة الاولى والاكبر يعتبر
"ديك الحبش الديناصوري"
دليل على التتطور من الديناصور الى الطير، بالنسبة الى المجموعة
الاصغر لايمثل إلا دليل على ان هناك مجموعة من الطيور تخلت عن الطيران وفضلت
البقاء على الارض. إضافة الى الاهمية التي تعطى الى الاختلافات التشريحية المختلفة.
إذا كان الانطلاق من ان ظاهرة الريش لايمكن
ان تظهر عبر عصر التتطور إلا مرة واحدة، وهذا امر متفق عليه بين الاغلبية المطلقة
من العلماء، فأن ذلك يعني بالضرورة ان الديناصور المغطى بالريش هو قريب للطيور،
بغض النظر عن المجموعة التي ينتمي اليها العالم. ان يظهر الريش في مجموعتين
حيوانيتين بدون اي علاقة قرابة مع بعضهم البعض امر في غاية الصعوبة تصور إمكانية
حدوثه، كما ان مثل هذا التتطور ليس له مثيل سابقاً في تاريخ عالم الكائنات
المعروفة.
سقوط الشكالعلماء لايقدمون اللباس الريشي دليلا
وحيداً على اصل الطيور، مستحاثة جديدة تعطي المزيد من المعلومات حول كيف تمكنوا من
الحصول على الهواء تحت اجنحتهم. تماما كما اختلف العلماء في البداية حول اصل
الطيور، اختلفوا ايضا حول كيفية ودوافع بدأهم بالطيران. مجموعة صغيرة من العلماء
طرحت إمكانية ان تكون الطيور قد تطورت من مجموعة من السحالي البدائية قبل 200
مليون سنة، تماما في نفس اللحظة لظهور الديناصورات الاولى، وبالتالي فقد تتطوروا
بالتوازي مع الديناصورات وبمعزل عنهم. هذه المجموعة من العلماء انطلقت من ان
مجموعة السحالي كانت تعيش على الاشجار، وبدأت بالقفز من على الاشجار متنقلة بينهما.
حسب نظرية مصدر"السحلية
التاريخية" بدأت عملية الطيران من الاعلى الى الاسفل. غير ان المستحاثة
الجديدة التي عثر عليها مؤخرا تشير الى العكس تماماً. هذه المستحاثات هي الخامسة
التي ترتدي ملابس ريشية والتي عثر عليها في الصين. إنها تمثل ديناصور بحجم 40 سم
من ذوات القائمتين الخلفيتين، واصبح اسمهSinornithosaurus millenii (millenium).
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من بين جميع الديناصورات السابقة ذات
الملابس الريشية، والتي كانت بدون اي شك ديناصورات وليست طيور، نجد ان هذا
الديناصور اقربهم الى الطيور. مفصل الكتف ، الحلقة العظمية التي تتعلق بها الرجل
الامامية عند هذا الديناصور تتطابق الى حد مدهش مع مثيلتها عند Archaeopteryx
وتملك
كافة المقومات الضرورية لتحريك الاطراف الامامية الى الاعلى والى الاسفل . عظم
الصدر متتطور بما فيه الكفاية لفسح المجال امام عضلات الاطراف الأمامية لتجد
مكاناً كافياً لنموها، تماما ماتحتاجه الاجنحة المتحركة. وحتى طول عظام الأطراف الأمامية
تتناسب مع اجنحة الطيور، الامر الذي تفتقده الديناصورات الاخرى.
على العكس نجد أن الذيل الطويل لهذه
المستحاثة ليس مجهزاً لأغراض الطيران.
هذا التصميم يشير إلى أن الديناصور كان قادراً على القفز إلى الأعلى
والى الأمام لمسافات كبيرة، خلال الصيد مما منحه أفضليات كبيرة تحسنت باستمرار
لتصل إلى الطيران.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]مواصفات هذا الكائن تتطابق تماماً مع
مجموعة آكلة اللحوم التي خرج منها، ولذلك ليس صدفة انه تم تسمية المستحاثة الأولى
التي عبرت عنهم والتي عثر عليها في ستينات القرن الماضي، بتسمية " القاتل ذو
المخلب المخيف". قبل 100 مليون سنة نشرت هذه المجموعة الخوف على ضفاف الأنهار
والبحيرات في منطقة أمريكا الشمالية. عندها كان ارتفاعهم المتر وطولهم المترين.
ذيلهم الذي كان يشكل ثلثي الطول كانت له وظيفة حفظ توازن الصدر البارز الى الأمام،
أثناء عملية المطاردة والصيد. بفضل مخالبهم القوية كانت لهم القدرة على تقطيع
ضحاياهم وفصل لحمهم عن العظم.
وبالرغم من ان الذيل في البدء كانت له
وظيفة حفظ التوازن ، نجد ان الذيل قد شملته التغيرات كلما تقدم الزمن الى الامام،
فالنوع Oviraptorosaur
الاكثر حداثة، وعلى الاغلب جد الطير الحالي، اصبح ذيله اقصر، وفقراته
الاخيرة اندمجوا ببعضهم كبداية لنشوء عظم الذنب، تماما كما لدى الطير الحالي الذي يستخدم
ذيله للتوجيه.
على خلفية المعلومات التي جمعها العلماء
خلال السنوات الماضية، يعتقد الباحثين ان الطير الحالي ظهر من فروع هذه "
العائلة" المتوحشة بالذات.
اللقايا الجديدة تشير الى ان الريش كان يغطي الكثير من ممثلي هذه
العائلة الثنائية الاقدام.
اللقايا الجديدة تقدم لنا صورة متسلسلة في
التحول من ديناصور الى طير، الديناصورات الاوائل الذين اطلقوا شرارة التحول كان
يغطيهم الوبر اولا، ليتحول في المراحل التالية الى ريش حقيقي. على هذه الخلفية نجد
ان التتطور الى الريش لدى الديناصور Archaeopteryx
ليس إلا الطريق الطبيعي لحقيقة ظهور الوبر نفسه.
بنية الريش تماثل الريش الحالي، وبالتالي
فأن وظيفتهم كانت المساعدة على الطيران التي اعطت افضلية واضحة، جعلت الانثى
تختارها، تماما كما يحدث عند طيور العصر الحالي. بقية المظاهر التشريحية كالعلاقة
بين الاطراف الخلفية والاطراف الامامية تشير الى ان هذا الكائن لم يكن يطير وانما
فقط يستخدم خصائصه " للسباحة" الهوائية القصيرة المدى، تماما كما لدى
بعض الحيوانات الغابية اليوم.
هذا يشير الى ان الريش كان جاهزاً قبل بدء
عملية الطيران نفسها. هذا يجعلنا نطرح التساؤل حول وظيفة الريش قبل القيام
بالطيران. على الاغلب كان الريش يلعب دور في إبراز المكانة ويعطي الانثى القدرة
على الاختيار، تماما كما لدى الطيور اليوم. إضافة لذلك تعطي خصائص الريش عامل عزل
فعال يقدم افضليات لصاحبها.
العلماء ناقشوا على مدى عدة سنوات فيما إذا
كان الديناصور ، على العكس من السحالي، ينتمي الى مجموعة الدماء الحارة، تماما كما
هو عليه الطير والحيوانات اللبونة. الموضوع ليس امراً مفروغاً منه كما يتصور البعض.
كائنات الدماء الحارة
لابد انها ظهرت في لحظة تاريخية تتطورية معينة ولابد انه كان منها كائنات تشكل
حلقات وسطى بين مرحلتين، وبالتالي لاينطبق عليها التصنيف الحديث القائم على
التقسيم الى مجموعة الدماء الحارة والباردة.
لمثل هذه الحلقات الوسطى لاشك ان الريش قد اعطى افضلية واضحة امام
المنافسين بدون ريش. من الممكن انه منذ ذلك الوقت ظهرت بدايات الحاجة الى تبادل
حراري اكثر فعالية عند الديناصورات ذوات الاطراف الثنائية. النوع الذي تمكن من ذلك
ربح المزيد من المزايا إذ من خلال إستغلال صفات نضجت لتحقيق وظائف حيوية اخرى، .
يجري إستغلال بعض الخصائص مرتين، مرة في تحقيق الوظائف الحيوية الاصلية، والاخرى
للطيران.
الريش والقدرة على التبادل الحراري المرتبط
بنظام الدم الحار كانوا خاصتين جاهزتين لدى هذا النوع من الديناصورات عندما جرت
كارثة ارضية شاملة ادت الى إبادة أعدائهم الكلاسيكيين قبل 65 مليون سنة. هذا الامر
فسح الساحة امامهم للتطور في مجال كانت معظم خصائصه