من هو الشنفرى؟
هو ثابت بن أوس الأزدي المتوفى عام 510 ميلادي، أي قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- بسبعين سنة تقريبا.
اختلف المؤرخون في تدوين شخصية الشنفرى.. ولهم في هذا أقوال، منها:
(1) قيل أنه نشأ في قومه في الأزد ثم غاظوه فهجرهم ثم هجاهم.
(2) ومنهم من قال إن بني سلامان أسروه صغيرا ثم هرب منهم وهجاهم.
(3)
وقالت فئة ثالثة إنه ولد في سلامان وعاش رهينة عندهم مع أخيه وأمه، وقال
يوما لابنة مولاه: ((اغسلي رأسي يا أخية)) فغاظها أن يدعوها بأخته فلطمته..
فهرب ثم هجاهم.
(4) القول الرابع والأصح أنه عاش عبدا رقيقا عند بني
الأحمر.. ولما كبر واشتد ساعده تقدم لسيده وطلب منه أن يـُــزوجه ابنته..
فتعجب سيده من جرأته.. وزوجه إياها إكراما له على شجاعته وجرأته..
فلما
علم بنو الأحمر بخبره.. وأنه تزوج منهم -وهم من أشرف القبائل-، وهو عبد
رقيق.. وعلموا أن القبائل الأخرى قد ينالوا منهم بسبب هذا الشنفرى.. قرروا
قتل والد الزوجة -سيد الشنفرى- عقابا له، وقتلوه.. فلما علم بالقصة، أقسم
أن يقتل مائة رجل من بني الأحمر.. وبدأ بالإيفاء بنذره .. فقتل تسعة وتسعين
رجلا منهم.. وكان في طريقه لقتل الرجل المائة.. لكنهم أمسكوه قبل أن يقتل
الرجل المائة.. وصلبوه حيا.. حتى مات.. ثم تركوه لشهور مصلوبا.. حتى لم يبق
من جسده إلا النزر اليسير.. فأسقطوه وجعلوه ملقىً على التراب.. فجاء أحد
رجال بني الأحمر.. ورأى الجثة ملقاة.. والجمجمة بجوارها.. فركل الجمجمة
بقدمه.. فدخلت عظمة من جمجمة الشنفرى في قدم الرجل.. فأثرت عليه حتى مات
بسببها.. فقال الناس: وفـّــى الشنفرى بنذره وقتل من بني الأحمر مائة رجل.
هذه باختصار شديد قصة الشنفرى.. الذي نذر ووفى بنذره ، ولذا قيل في الأمثال (أوفى من الشنفرى).. بسبب وفائه بنذره حتى بعد موته..
وقيل (أعدى من الشنفرى) وذلك لأنه كان سريع العدو (الجري).
وقد
كان الشنفرى شاعرا، صعلوكا من الصعاليك.. أسمر البشرة، غليظ الشفتان، نحيل
الجسد.. يتلذذ بالعيش في البراري والجبال والقفار.. وكان أيضا خفيف الظل..
وكان سريعا جدا.. بل كان من أشهر عدائي العرب؛ فضرب به المثل في العدو كما
أسلفنا.