feitas
مؤسس نجوم المعرفة
الاوسمة : عدد المساهمات : 1891 نقاط : 4609 السٌّمعَة : 15 تاريخ التسجيل : 05/05/2010
| موضوع: قصة اصحاب الفيل الأربعاء 25 أغسطس 2010 - 7:38 | |
| أن أبرهة الحبشي النائب العام عن النجاشي علي اليمن لما رأي العرب يحجون إلي الكعبة بني كنيسة كبيرة بصنعاء وأراد أن يصرف حج العرب إليها وسمع بذلك رجل من بني كنانة فدخلها ليلاً فلطخ قبلتها بالعذرة ولما علم أبرهة بذلك ثار غيظه .. فقال : من صنع هذا ؟ فقيل له : صنع هذا رجل من العرب من أهل هذا البيت الذي تحج العرب إليه بمكة لما سمع قولك أصرف إليها حج العرب غضب فجاء فقعد فيها أي أنها ليست لذلك أهل فغضب عند ذلك أبرهة وحلف ليسيرن إلي البيت حتي يهدمه ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت ثم سار وخرج معه بالفيل وسمعت بذلك العرب فأعظموه وفظعوا به ورأوا جهاده حقاً عليهم حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام .. فخرج إليه رجل كان من أشرف أهل اليمن وملوكهم يقال له : ذو نفر فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلي حرب أبرهة وجهاده عن بيت الله الحرام ومايريد من هدمه وإخرابه.. فأجابه إلي ذلك من إجابة ثم عرض له فقاتله ، فهزم ذو نفر وأصحابه وأخذ له ذو نفر فأتي به أسيراً فلما أراد له قتله قال له ذو نفر : أيها الملك لا تقتلني فإنه عسي أن يكون بقائي معك خيراً لك من قتلي ، فتركه من القتل وحبسه عنده فى وثاق وكان أبرهة رجلاً حليماً ..ثم مضي أبرهة علي وجهه ذلك يريد ماخرج له ، حتي إذا كان بأرض خثعم عرض له نفيل بن حبيب الخثعمي في قبيلتي خثعم (شهران ، وناهس) ، ومن تبعه من قبائل العرب ، فقاتله فهزمه أبرهة وأخذ نفيل أسيراً فأتي به ، فلما هم بقتله قال له نفيل : أيها الملك لا تقتلني فإني دليلك بأرض العرب وهاتان يداي لك علي قبيلتي خثعم شهران وناهس بالسمع والطاعة فخلي سبيله .. وخرج معه يدله حتي إذا مر بالطائف خرج إليه مسعود بن معتب فى رجال ثقيف .. قال ابن إسحاق : فقالوا له : أيها الملك ، إنما نحن عبيدك سامعون لك مطيعون ، ليس عندنا لك خلاف وليس بيتنا هذا الذي تريد يعنون اللات إنما تريد البيت الذي بمكه ونحن نبعث معك من يدلك عليه فتجاوز عنه . قال ابن اسحاق : فبعثوا معه أبا رغال يدله علي الطريق إلي مكه فخرج أبرهة ومعه أبو رغال حتي أنزله المغمس (أي النبات الذي ينبت فى الخريف تحت اليابس وهو مكان ثلث )فلما أنزله به مات أبو رغل هنالك ، فرجمت قبره العرب فهو القبر الذي يرجم الناس بالمغمس . فلما نزل أبرهة المغمس بعث رجلاً من الحبشة يقال له : (الأسود بن مقصود)علي خيل له ، حتي انتهي إلي مكة، فساق إليه أموال (أهل تهامه) من قريش وغيرهم وأصاب فيها مئتي لعير لعبدالمطلب بن هاشم ، وهو يومئذ كبير قريش وسيدها ، فهمت قريش وكنانة وهذيل ومن كان بذلك الحرم من سائر الناس بقتاله ، ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به ، فتركوا ذلك.. وبعث أبرهة حناطة الحميري إلي مكه وقال له : سل عن سيد أهل هذا البلد وشريفها ، ثم قل له : إن الملك يقول لك : إني لم آت لحربكم ، إنما جئت لهدم هذا البيت فإن لم تعرضوا دونه بحرب فلا حاجة لي بدمائكم ، فإن هو لم يرد حربي فأتني به ، فلما دخل حناطة مكة سأل عن سيد قريش وشريفها ، فقيل له : عبد المطلب بن هاشم (ابن عبد مناف بن قصي)، فجاءه فقال له ماأمره به أبرهة فقال له عبد المطلب : والله ما نريد حربه، وما لنا بذلك من طاقة ، هذا بيت الله الحرام وبيت خليله إبراهيم عليه السلام .. أو كما قال فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه ، وإن يخل بينه وبينه فوالله ما عندنا دفع عنه فقال له حناطة : فانطلق معي إليه ، فإنه قد أمرني أن آتيه بك . فانطلق معه عبد المطلب ومن بعض بنيه حتي أتي العسكر فسأل عن ذي نفر وكان له صديقاً ، حتي دخل عليه وهو فى محبسه ، فقال له : ياذا نفر هل عندك من غناء فيما نزل بنا ، فقال له ذي نفر : وماغناء رجل أسير بيد ملك ينتظر أن يقتله غدواً او عشياً ! ماعندي غناء فى شئ مما نزل بك إلا أن أنيساً سائس الفيل صديق لي وسأرسل إليه فأوصيه بك ، وأعظم عليه حقك وأسأله أن يستأذن لك علي الملك فتكلمه بما بدا لك ويشفع لم عنده بخير إن قدر علي ذلك ، فقال :حسبي ( يكفيني ذلك).. فبعث ذي نفر إلي أنيس ، فقال له : إن عبد المطلب سيد قريش ، وصاحب عير مكة يطعم الناس بالسهل والوحوش فى رءوس الجبال ، وقد أصاب له الملك مئتي بعير ، فاستأذن له عليه ، وانفعه بما استطعت .. فقال : أفعل .. فكلم أنيس أبرهة ، فقال له : أيها الملك هذا سيد قريش ببابك يستأذن عليك وهو صاحب عير مكة وهو يطعم الناس بالسهل والوحوش فى رءوس الجبال فأذن له عليك ، فيكلمك فى حاجته وأحسن إليه .. قال : فإذن له أبرهة .. قال : وكان عبدالمطلب أوسم الناس وأجملهم وأعظمهم ، فلما رآه أبرهة أجله وأعظمه وأكرمه عن أن يجلسه تحته وكره أن تراه الحبشة يجلس معه علي سرير ملكه فنزل أبرهةعن سريره فجلس علي بساطه ، وأجلسه معه عليه إلي جانبه ، ثم قال لترجمانه : قل له حاجتك ..؟ فقال له ذلك الترجمان ، فقال : حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي ، فلما قال له ذلك قال أبرهة لترجمانه : قل له : قد كنت أعجبتني حين رأيتك ، ثم زهدت فيك حين كلمتني ، أتكلمني في مائتي بعير أصابتها لك ، وتترك بيتاً هو دينك ودين آبائك قد جئت لهدمه لا تكلمني فيه ..؟! قال له عبد المطلب : إني أنا رب الإبل ، وإن للبيت رباُ سيمنعه .. فرد أبرهة علي عبد المطلب الإبل التي أصاب له ... فلما إنصرفوا عنه انصرف عبد المطلب إلي قريش فأخبرهم الخبر ، وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز فى شعف الجبال (أي رءوس الجبال) ، والشعاب ، تخوفاً عليهم من معرة الجيش (أي شدة الجيش) ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة ، وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه علي أبرهة وحنده .. فقال عبدالمطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة : لاهم إن العبد يمنع .. رحله فامنع محالك (أي القوة والشدة) لا يغلبن صليبهم .. ومحالهم غدواً محالك إن كنت تاركهم وفبلتنا .. فأمر ما بدا لك قال ابن اسحاق : ثم أرسل عبدالمطلب حلقة باب الكعبة ، وانطلق هو ومن معه من قريش إلي شعف الجبال فتحرزوا فيها ينتظرون أبرهة فاعل بمكة إذا دخلها .. فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكه ، وهيأ فيله وعبي جيشه ، وكان اسم الفيل محموداً ، وأبرهة مجمع لهدم البيت ، ثم الانصراف إلي اليمن ، فلما وجهوا الفيل إلي مكة أقبل نفيل بن حبيب ( الخثعمي) حتي قام إلي جنب الفيل ، ثم أخذ بأذنه فقال : ابرك محمود ، أو أرجع راشداً من حيث جئت ، فإنك فى بلد الله الحرام ، ثم أرسل أذنه ، فبرك الفيل وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتي أصعد الجبل ، وضربوا الفيل ليقوم ، فأبي فضربوا في رأسه بالطبرزين (أي آله معقفه من حديد) ليقوم فأبي ، فأدخلوا محاجن لهم مراقه فبزغوه (أي أدموه) بها ليقوم فأبي ، فوجهوه راجعاً إلي اليمن ، فقام يهرول ، ووجهوه إلي الشام ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلي المشرق ففعل مثل ذلك ، ووجهوه إلي مكة فبرك ، فأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان (أي طيور سود واحدها خطاف والبلسان قال أبن الأثير: قال عباد من موسي :أظنها الزرازير) مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها : حجر فى منقاره ، وحجران فى رجليه ، أمثال الحمص والعدس ، لا تصيب منهم أحداً إلا هلك ، ليس كلهم أصابت ، وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق الذي منه جاءوا ويسألون عن نفيل بن حبيب ليدلهم علي الطريق إلي اليمن ، فقال نفيل حين رأي ما أنزل الله بهم من نقمة : أين الـمـفـر والإله الـطـالب .. والأشـرم الـمـغـلوب لـيـس الـغالـب فخرجوا يتساقطون بكل طريق ، ويهلكون بكل مهلك علي غير كل منهل ( أي مكان ورود الماء وجمعه مناهل ) وأصيب أبرهة فى جسده ، وخرجوا به معهم تسقط أنامله أنملة أنملة ( أي ينتثر جسمه قطعة قطعة ، والأنملة طرف الإصبع ولكن يعبر بها عن طرف غير الإصبع والجزء الصغير ) كلما سقطت أنملة أتبعتها منه مدة تمث (أي يتصبب ويرشح) دماً وقيحاً ، حتي قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر ، فما مات حتي انصدع صدره ( أي انشق ) عن قلبه .. قال ابن اسحاق : فلما بعث الله تعالي محمداً صلي الله عليه وسلم ، كان مما يعد الله علي قريش من نعمته عليهم وفضله ، ما رد عليهم من أمر الحبشة لبقاء أمرهم ومدتهم ، .. فقال الله تبارك وتعالي : بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5) .. الفيل 5:1 . بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ لِإِيلَافِ قُرَيْشٍ (1) إِيلَافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (2) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (4)
| |
|