الفرق بين التعليم والتعلم :-
عملية التعلم ليس المقصود بها التعلم المنهجي الدراسي الذي يمارس في المؤسسات التعليمية المختلفة ،
فالدراسة وفق مناهج محددة وبمقتضى مراحل تعليمية مرسومة للحصول على مؤهل دراسي يسمى تعليما ً وليس تعلما ً.
فالتعلم أشمل من التعليم ويمتد طول فترة الحياة ، والتعلم يمكن أن يتم دون وجود المؤسسات التعليمية وإن كانت تلك َ
المؤسسات تساهم في توفير الوقت والجهد وتسرع في عملية التعلم ، فالطفل يتعلم اللغة والكثير من أنماط السلوك قبل سن الدراسة كما أن كثيرا ً من المؤسسات الاجتماعية تلعب ُ دورا ً في اكتساب أوجه التعليم المختلفة
كالأسرة والأندية والمراكز الثقافية ووسائل الإعلام والمكتبات .
وإذا كان التعليم عبارة ً عن تغيير أو تعديل ثابت نسبيا ً في السلوك والخبرة نتيجة ً لنشاط الكائن الحي والتكرار والمران ،
فإن التعليم هو عبارة عن تلقين أو تدريس يقوم به شخص هو المعلم لشخص آخر هو المتعلم .
إن المفهوم الضيق الذي كان يفسر به التعلم والذي لايزال لدى الكثير من المعلمين والمتعلمين
والذي يفسر التعلم باعتباره ذلك القدر من المعلومات والحقائق التي يكتسبها التلاميذ في المدارس .
هذا المفهوم يعتبر مسؤولا ً إلى حد ٍ كبير ٍ عن فشل ِ النظم التعليمية التقليدية في أداء رسالتها على أحسن وجه
فأصبحت المعارف والمعلومات غاية ً في حد ذاتها ، وتعكس الطرق والوسائل ونظم الإمتحانات التقليدية مساويء
هذا المفهوم الضيق فأصبحت المادة المتعلمة جافة ً لاتثير ُ المتعلم وأصبحت الوسائل والنظم لاتراعي قدرات المتعلمين واستعداداتهم
وميولهم ورغباتهم ولاتكسبهم الاتجاهات السليمة التي تجعل منهم مواطنين صالحين قادرين على الأخذ والعطاء ،
فصار التعلم إهدارا ً للوقت والجهد وصرنا لانرى من تلك َ النظم
غير مظاهر انحراف في السلوك وسلبية في العطاء وجمود في التفكير .
من أجل هذا تأتي أهمية دراسة التعلم للتعرف على طبيعته ومستوياته ونتائجه التطبيقية في مختلف الأنشطة التعليمية.