موسم القبح

موسم القبح

قصيدة موسم القبح للشاعر بغداد سايح

وجهٌ عليه الصبح يُشفقُ أن يرى ** جلدا تلوّنه المكارهُ أصفرا

و به تجاعيدُ الزمان كأنما ** إنْ لمْ أجدْ ورقاً تكنْ لي أسطرا

أنف طويلٌ بالمدينة تائهٌ ** و ينامُ صاحبهُ بأجفان القــُرى

و فـــمٌ تبيتُ ذبابتان بقربه ** فإذا أطلّ لسانه فـــرّ الورى

و شفاهُ بؤسٍ لا تُعانقُ بسمةً ** و يسيل ُ منها الريق أنتنَ أغزرا

و خدوده ذبلتْ لتُنبتَ لحيةً ** كالشوكِ يطعنُ بالأسى ظَهرَ الثرى

عيناهُ تنتفخان بطنا كلّما ** نهر الهيام بدرب غانيةٍ جرى

و يغورُ في عينيه ماء جمالها ** حتى إذا وصل الفؤادَ تكدّرا

حدقاته البلهاءُ تجمعُ ظلمة ً ** وبها تخيطُ لكلّ قبحٍ منظرا

و على جفونٍ قام يشنُقُ نفسه ** حسْنٌ بأهداب الذميم تعثّرا

للقبح موسمه بوجهٍ هاربٍ ** فوراءهُ المرآةُ تُسرعُ أكــثرا.

الشاعر بغداد سايح