الضمير :
1* -الضمير قوة فطرية -حقا- لكنها قوة غير معصومة لانها تربى ، و تكتسب ،وتلون بحسب ما تتغذى به من ثقافة ومن وراثة .
2*- وهي تختلف في الفرد الواحد بحسب اختلاف سنه وتنقله من بيئة إلى بيئة ، وبحسب الكتب التي تمده بالثقافة العقلية ،والتهذيب الروحي ، وبحسب اختلاف أصدقائه الذين يلازمونه في حياته
3*- الضمير اذن متراجع متقلب لا يستقر له قرار، لانه حتى لو مكث على حالة واحدة وتجاه مسألة معينة ، فإنه في هذه الحالة النادرة يتأرجح أيضا قوة وضعفا ،واتزانا وإسرافا .
4*- وقد أثبتت التجارب والمقارنات أن اتخاذ الضمير كأساس للاخلاق أو كمقياس لها لا يقبله عقل ولا منطق .
إذن فلابد -بالنسبة للاخلاق -أن يلجأ الضمير الى الدين يستمد منه الهداية والارشاد فإنه هو وحده المعصوم .
الدين الاسلامي قد اتى في جانب الاخلاقي بكل ما تتطلبه الافئدة الظامئة للاستقامة والرشاد . لقد اكد ذلك كبار الفلاسفة الاسلاميين كإبن سيناء وغيره ،فقد رأى ابن سيناء : أن الدين الاسلامي ، أتى بأكمل نظام أخلاقي وتشريعي بالنسبة للفرد والاسرة والمجتمع ، أما صلة الدين بالضمير ،فإنها صلة هيمنة وتوجيه وإرشاد
إنها هيمنة تستمر مدى الحياة ، واذا مازالت هذه الهيمنة في أي فترة من فترات الحياة ، فإن الضمير يختل اتزانه وتوازنه ويتأرجح، و يتذبذب لانه محتاج الى القائد المربي ،و ليس هذا القائد المربي الا الدين الاسلامي القويم
ان وجود الضمير الاخلاقي في الامة دليل على وعيها ورشدها وقوتها وتماسكها -وهو عامل قوي يدعوها إلى ان تبدع كل ما فيه نفع ورقي الانسانية .
وعن الضمير الأخلاقي ،ينشأ الضمير المهني لدى العمال يرافقه في المصنع والحقل والإدارة -ويحثه على :
- احترام الوقت ،
- وإتقان العمل ،
- ووفرة الانتاج .