كشف بحث علمي عن احتواء أرجل النمل على عداد للمسافات يساعده على العثور على مسكنه مهما بعد عنه دون أن يضل طريقه. وقالت الدراسة أن نمل الصحراء الذي يغدو في رحلاته الطويلة بحثا عن الطعام يستخدم علامات في السماء لتحديد مسار العودة إلى مسكنة، وتعجب العلماء كيف تأخذ هذه الحشرة دائما أقصر الطرق وأكثرها مباشرة إلى مساكنها وتعرف المسافة التي ابتعدتها بالضبط. ووجدت الدراسة أن قيام النمل بعد خطواته هو السر وراء هذه الدقة الملاحية.
وقد تعددت النظريات على مدار السنين حول كيفية عثور النمل على منازله حيث افترضت إحداها أن النمل،مثل النحل، يتذكر علامات مرئية. لكن التجارب وجدت أن النمل يمكن أن يسير في الظلام بل ومعصوب العينين، وأشار افتراض آخر لم يتم إثباته إلى أن النمل يسير بسرعة ثابتة ولذا يستطيع حساب زمن المسافة التي استغرقها ذهابا وإيابا.
وقالت نظرية ثالثة أن النمل عندما يعثر على مصدر جيد للطعام يعلم النمل الآخر كيف يصل إليه. وعرف العلماء أن النمل يمتلك عدادا للخطوات لكن هذه النظرية لم تختبر حتى الآن.
وقد قام العلماء بتدريب سرب من نمل الصحراء على أن يسير في طريق مستقيم إلى مصدر غذائي وضعوه على بعد 30 قدما من عشه. ثم قاموا بنقل المصدر الغذائي فوجدوا أن النمل بدأ يتفرق عبر مسارات أخرى بعد وصوله إلى الموقع السابق لمصدر الغذاء وبدأ يبحث عن هدفه.
ثم قاموا بعملية تجميل بسيطة للنمل تم من خلالها تركيب دعامات طويلة لمجموعة من السرب أدت إلى إطالة أرجلها من أجل توسيع خطوتها. ثم قام العلماء بتقصير أرجل بعض أفراد السرب لتضييق خطواتها.
وبالتلاعب بطول وقصر خطوات النمل استطاع العلماء أن يقرروا ما إذا كانت هذه الحشرة تستخدم آلية شبيهة بعداد السرعة أم آلية داخلية تعتمد على عد خطوات السير في قياس المسافة. وتبين أن أفراد النمل التي تحركت على دعائم قطعت نفس عدد الخطوات التي اعتادت سيرها بين العش ومصدر الغذاء ولذا فقد تجاوزت الهدف بعد زيادة اتساع خطواتها. أما النمل الذي تم تقصير أرجله فقد سار نفس العدد من الخطوات المعتادة لكنه لم يصل إلى هدفه بسبب قصر خطوته.
لكن بعد أن اعتاد كلا الفريقين على أرجله الجديدة تمكن النمل من ضبط عداد خطواته والوصول إلى هدفه بشكل أدق مما يثبت أن مدى اتساع الخطوة التي تخطوها النملة تشكل عدادا تلقائيا للمسافة التي تقطعها.